الفصل الحادي عشر: " ملك جمال السعودية"
(1)
المشكلة الكبيرة لخالتي هي الأنانية المفرطة..تبغى الكون كله يدور حوليها.. دايم تعتبر نجاح غيرها فشل لها..
أسوء شيء بالنسبة له أنه يمدح إنسان ثاني قدامها..مرة كنت أمدح في نساينا الجداد –حمولة ريان ولد عمتي نورة- إلي تزوج أيام ما كنت في ثاني ثانوي..بعد ما رجعت من عرسهم..
و كنت أقول عنهم: أخلاق الحمايل القديمة.. تقدير للأنساب.. و ذوق.. و تواضع..و أسلوب حلو..و عز و شياكة..
و كأني شاتمتها! مع العلم بأني كنت أكلم جدتي هيلة عن العرس.. و هي إلي دخلت عرض..
ردت علي بعصبية: أجل خذي منهم!
أظن أن السبب يرجع لأسلوب تربية جداني..لأنهم دايم كانوا يعايرونا بعيال الناس.."ورا ما تصير مثل فلان..و ما شاء الله على عيال ال فلان.. مو مثلكم"
بالنسبة لي و يمكن لخالد و أكيد لأمي.. خلنا نحس بأننا مواطنو درجة ثانية!
ثقتنا بأنفسنا ضعيفة.. طلعت الطبيعة المثالية فيني..
علشان يقدروني و يحترموني..
لازم يكون شغلي كامل و مثالي.. مو مهم وش سوى غيري لكن أنا وش سويت..حتى لو قال كل الناس شغلي تمام وtop أدور العيب فيه..
و أختلف الحال بينا.. أنا و خالد كنا نحارب علشان نكون لنا اسم في المجتمع.. و أمي أنسحبت من المجتمع إلي ما حط لها قدر..
أما خالتي هتون فأمر أختلف معها..لأن الدلال كان أكثر بكثير من هالأسلوب الغير تربوي إلي يسويه أهلها.. خصوصاً و أنه كانت تميز عن أمي..
لأنها جت بعد ما أجهضت جدتي خمس مرات..
و الشيء الثاني أنها تعلمت الغدر مع لبن أمها..صارت ما تثق بأهلها.. لأنها تشوفهم ببون يأخذون منها أكثر ما يعطونها!..مع العلم أن عمرها ما عطت أحد!
تعرف كيف تحقق أهدافها.. و تغلب خصومها.. و تطعنهم في الظهر!
تعرف من أين تؤكل الكتف..؟! و من هو إلي يتأثر بكلامها..؟! و من إلي تعرف متى تسكت عنده.. و تخليه يظن بأن فكرتها فكرته؟!
لما أقارن بين خالي إبراهيم و خالتي هتون ألاقي
خالي إبراهيم..صاير كنه غني طفرة!..كان محقور و مذلول..و كان أبوه يفضل أخوانه عليه..
و يوم الله عزه.. ذل الناس.. و أولهم أخوانه _دخل خالي سعد السجن_ هذا غير كلامه كيف "أنهم ذلوه..و الله نصره عليهم.."و قام يتباهى بلي وصل له..
هذا حقه..لكن إلي مو حقه أنه يظلم الناس..و يدخل أخوه السجن..و يشوه سمعة بنت أخته.. إلي ما عطته التقدير إلي ببيه..و يلفق تهم..
و يوم ما قدر يوصل لأعمامي..ذلنا..لأنه شايف العز أنك تذل إلي أضعف منك..!!
شيء الثاني أنه إنسان عاطفي.. يعرف الحق و يتركه.. لأنه مع ناس ما يهمونه..و يظلم و يتجبر على إلي يكرهه..
أما خالتي هتون
تركيبة غريبة..كل الطبايع استغلتها في الشر..و محت كل خير من داخلها..مشاعرها تملكيه.. و كارهة لناس و ما تقدر تحب و لا حتى نفسها.. مثل هالشخصية طبيعي جداً تمرض ..
مع أن المرضى النفسانيين مشاعرهم غير مستقرة..و تركيزهم على أنفسهم.. لكن سبحان الله لما تتعامل معهم فترة طويلة.. تعرف كيف هم من جوا؟ فيهم الخير و ضمير ولا.. لا..
تلاقي فيهم من يكون أرتكب أفضع الجرايم لكن ما عنده أي أحساس بالذنب..و الضحية هو الغلطان!
..و من إلي يعيش في عذاب الضمير و ندم على كلمة قالها يوم كان طفل لطفل ثاني و يمكن جرحته!
و خالتي هتون من الصنف الأول..لما دخلت المدرسة.. و شافت البنات يتكلمون عني..ما استحملت و تكلمت عليّ باشين كلام..
يمكن لأن البنات شافوها كبيرة.. و ما عرفوا يتكلمون معها غير فيني..و هي ما لقت حوار تفتحه.. و البنات يعطونها اهتمام..غير السب فيني!
كانت تقدر تتكلم عن السوق و لا الحفلات و لا المسلسلات زى باقي الخلق..
و يمكن لأنها أنقهرت لما تجي سيرتي بالخير..لأن كل البنات يعرفوني من المتوسط..و لا يعرفونها..و أكيد لما يتكلمون عني قدام خالتي يمدحوني..و هذي أهانه عند خالتي!!
و لما كنا أطفال كان تضربنا و تهينا و تذلنا..على أي اهتمام من جداني:
"وش ملحها! ريم هي و لعبتها.."
"تعال تعال شف خالد.. و هو لابس الشماغ و العقال.. صار رجال ما شاء الله.."
"نادوا ريم تجي تأكل.. يا ربي البنت ما تأكل إلا بطلوع الروح!"
" يا خالد تعال معي لصلاة الجمعة.."
و أشياء زى كذا تحسسها بأنّنا سحبنا البساط من تحت رجلينها..و طبعاً هالأشياء ما تقال لها!! وهي تعودت تكون الكل في الكل..
لو كانت أصلاً شخصية سوية و ناضجة ما فرق معها خرابيط البزاربن..
لكن في نفس الوقت لو ما كانت شخصية خبيثة..ما كان حفرت في الرمل..و طعنت في الظهر بالنميمة.. و الكلام عنا قدام الناس.
و أنا بالنسبة لي مبدئي: ((قلها في وجهي و لا تقولها من ورئي))
فكيف إذا كان كلامك كله كذب.. و نصب.. و تلفيق..؟!
صعب جداً أثق بها لإنسانة.. و أنا أعرف بأن أي كلمة تأخذها مني..بسوي لها رتوش و فوتوشوب.. و تقول بأني سويت.. و قلت.. و فعلت..
و بالمناسبة خبرتي فيها علمتني بأنه قادرة تخلي كل العالم يصدقون بأن بوش أخو صدام حسين!
و أني من خطط و نفذ العمليات الإرهابية في 11سبتمبر!..مع أن الله الشاهد.. بأني كنت جالسة في غرفتي.. أحل واجب النحو! و كان غلط علي بعد!
(2)
طلعت من أفكاري و تشخيصي لحالة خالتي هتون بخالد داق علي يقول: أنزلي..بأكلمك
نزلت قال: أبوي وافق أخيراً على روحتنا للحج..بنروح مع عيال عمي الوليد ندى و فهد..
قالت جدتي: خذوا خالتكم معكم..تراها ما حجت.
فقلت في نفسي: "بالله فرصة نحسن علاقتي فيها.."
أنا غبــية و حماره بشكل!! عارفة بأنها ((ولا شيء))) ما زال عندي أمل بأني أصلح علاقتي بها باسم صلة الرحم.. !!
و ليلة السفر.. جاء ولد عمي فهد في سيارة الجمس.. و معه ندى..كانت الساعة حوالي وحدة في الليل..و في الطريق شفنا سيارات كثيرة _حوالي عشرة_ تمشي عكسنا
سألنا الرجال: أحنا مخالفين؟
قالوا: لا هم المخالفين!
ما صدقنا ألين شفنا ورآهم الشرطة ..و قفوا بعضهم..<<هالأشياء صارت عادية في شارع التحلية! و كل هبالة الرياض تشوفه فيه!
كانت الرحلة إلى جدة, فنوينا العمرة في الطيارة, و غيرت نقابي, و لبست غطوه ما أشوف منها شيء,
و لما نزلت شفت خالد.. رحت و قفت عنده ألين تنزل خالتي..لكنها لما نزلت راحت لجهة ثانية بغيت أنبهها.. لكن لقيتها واقفة مع خالد!
طيب و أنا واقفة مع مين؟!
ألتفت لقيت جنبي ملك جمال السعودية! وسامة و عيون تصرع الطير.. لابس نظارة طبية.. و طالع شكله مثقف..
قلت لنفسي: "يعني الغطوة ثقيلة ما أِشوف.. لي عذري.. لكن أشك بأن هالقمر هو خالد؟! هذي جريمة يعاقب عليها القانون!! أبش جاب لجاب!"
كان شكله حاس بأني غلطانة و لا قال شيء.. رحت و أنا مستحية لخالد.. وصلنا أول شيء لمنى حطينا شنطتنا في المخيم.. و رحنا نأخذ عمرة.. لأننا متمتعين..
أهالينا كانوا معتمدين على أن خالتي هتون ((الكبيرة، و أم العيال، والعاقلة)) معنا.. بتعرف تدبر أمورنا-أنا و ندى- لكنها طلعت بــــزر..
قامت تزاعق علينا تقول:" زحمة وشلون ندخل الحرم؟"
>>على بالها أنه فندق5 stars و الناس class, و !Gentle (راقين...و مهذبين)
و يعرفون الأتيكيت و ladies First ( السيدات أولاً)!
ما درت أن كل العالم الإسلامي جاي.. و ناس من قرى ما يوصلها الكهربا و لا التعليم..و باعوا إلي ورآهم و دونهم علشان هالحج..و في يوم واحد فيه أكثر من مليونين شخص يبغى يأخذون عمرة..ما حد عنده استعداد يوسع لحضرة جنابها..
و يوم دخلنا ضيعتنا..!! و دقت على خالد
يقولها: وينك فيه؟
تقول: "ضايعة."
يرد عليها: أدري أنك ضايعة.. بس هالحين و ين مكانك فيه؟.. عند الحجر الأسود؟ و لا عند مقام إبراهيم و إسماعيل؟ و لا عند المحراب؟
تقول: ضايعة..
يرد عليها: قديمة!..من قبل ما تتصلين و أنا عارف! لكن وشلون بألقاك هالحين؟! وسط هالملايين..
تقول له: ما دري..أنا ضايعة..
يرد عليها: لا و الله!.. و أنا خالد! أقول خلصي الطواف و انتظرينا عند مقام إبراهيم و إسماعيل.. خلينا نشوف وش نسوي معك؟
قالت: أقولك ضايعة..
قال: عارف..بس وش تبين أسوي؟ أقطع طوافي.. أدور حرمة عمرها ستة و ثلاثين سنة بين هالأمم!
خلصنا طواف و لقيناها.. و إلي بغته حققته..و خلت خالد يسعى بها..و أنا و ندى بلحالنا..حتى فهد ما ندري عنه.. يوم خلصنا دقينا عليهم.. و نزلنا بدروم الباصات في الحرم.. ننتظر باصنا.. شفت ناس نايمين على كراتين زى المتشردين في الأفلام الأمريكية.. بس ما توقعت بنصير مثلهم! حط فهد و خالد لنا كرتون..
و دقوا على الحملة يسألون عن الباص..قالوا فيه باص بيجي بعد شوي..و تأخر فنمنا زي الناس.. و لما قمت..لقيت أني نايمة على كتف فهد!
يا ربي مت من الحياء.. و قلت: "الله يستر لا يكون أنتبه لي أو خالتي أو ندى و لا خالد.."
و أخيرا جاء الباص..و قمنا نلاحقه..و لما وصلنا المخيم جلست مع ندى و إلي معنا.. نتعرف على بعض.. و نتكلم عن الحج و الحملة..
كنا بنات دلع..مو عاجبنا أنه ما فيه سراير.. بس مفارش على الأرض! و ندى كانت تبغى بوفية مو يجيبون بوادي رز ودجاج من محل مثلوثة!
لأن حضراتنا ماخذين فكرة عن حملتنا بأنها حملة class.. و كل الناس class يحجون فيها.. فطبيعي لازم تكون الخدمة راقية vip.. و تستاهل الستة الآلاف إلي دفعناها!
لكن اليوم الثاني يوم الوقوف بعرفة خلنا نقدر المخيم إلي ساكنين فيه!!
كان أغلب الحريم أم و بنت أو بنتين لها..أحنا _أنا وندى_ بس إلي من دون أمهات..
سألونا: ليش؟
قالت ندى: أمي كانت بتجي.. لكن أختي الكبيرة ماجدة ولدت في السابع من يومين فقعدت أمي عندها.. و عند عيالها الصغار.
و قلت: أمي كانت حاجة من قبل..و عندي أخوان صغار..ما تقدر تخليهم بلحالهم..
و ما تكلمت عن آي خصوصياتي ..لا أبوي مطلق أمي..و لا أني ساكنة عن أخوالي..و لا شيء غير أني أدرس تربية خاصة يوم سألوني..
و أن ندى بنت عمي.. و هتون خالتي.. و جايبنا أخوي.و بس..
لأنهم ناس أغراب بأقعد معهم حوالي خمس أيام بس.. المفروض في هالخمس أيام ..نصلي ..و نقرئ قرآن ..و ندعي ربنا..و ما أعتقد بأن قصة حياتي تهموهم..
لكني ما دريت إلا و تحيني ندى أنا جالسة برا الخيمة أصلي
و تقول: علمي خالتك.. ما له داعي تشيع بكل أسراركم العائلية..
ألتفت له و أنا في السجادة و قلت: نعم؟!
قالت: ما بقت شيء ما قالته..قالت بأن عمي راميك من قبل ما تولدك أمك..!و أن أمك ما تبيكم تزوجت و رمتكم عليها..! و أن عمي ما يصرف عليكم..!
و هذا غير الكلام إلي قالته عنكم.. و شوفتكم لأنفسكم..!و أشياء أكثر ما مابي أخرب حجي علشانها..
ناظرت ندى و قلت لها: ندى تتوقعين إنسان يتكلم فيك بها الطريقة.. ينفع معه أنك تروحين و تقولين له احترم خصوصيتي!؟
ما عرفت ندى وش ترد..و قالت: ريم ليش خالتك كذا؟
قلت: تدور اهتمام و لفت النظر..لا تنسين بأنها فاشلة بكل المقاييس.. لا حياة زوجية.. و لا حياة اجتماعية..ما لها صديقات و لا حتى من عايلتها..و طبعاً ما لها حياة مهنية..
أنتِ عارفة وش مشكلتها؟ أنها تتوقع الدنيا تجيها على طبق من فضة.. مثل أيام ما كانت أيام الطفولة..يعني بلا تعب.. و لا شقاء.. و لا أي تنازل..
قالت: طيب.. أنا أبغى أعرف وش يفيدها هالاهتمام فيه؟ يعني ما لقت غير الفضايح..يسمعون لها شوي..و بعدين يرحون يشهرون فيها عند الناس! أساساً ما حد يحترم من يتكلم عن مشاكله عند الناس..
قلت: هي ما تفكر بعدين..هي يهمها اللحظة إلي تلاقي الناس مجتمعين حوليها منتبهين.. و كلمات التعاطف إلي يقولونها..لا تنسين مثل ما قلت لك ما لها حياة اجتماعية عادية..يعني لو قعدت تسولف عن روحتها لسوق ما حد بيعطيها وجه..أساساً نحن شعوب متكلمة.. و ما نعرف نستمع _على قوله دكاترتي_.. و خالتي و أمثالها يدورون الاهتمام المفرط.
قالت: سامحيني على هالكلمة يا ريم..لكن خالتك ذي شكلها مو طبيعي..ما تشوفين الناس وشلون يطالعونها خايفين؟!
قلت: لا.. هي..بس...عندها مشاكل مع زوجها..
و سكتت يمكن تكون خالتي عادي عندها..أنها تتكلم عن أسرارنا.. و تقول إلي ما صار..لكن أنا مستحيل أطلع أسرارها الطبية..لأني أشوفه تصرف غير أخلاقي..
كنا نجلس في الأكل و في القهوة مع باقي الحريم ..و نقعد نسولف في مواضيع عامة.. طبعاً أضطريت أرد على الأسئلة إلي توصلني لتأكد من كلام خالتي..و كنت أحاول بأني أتصرف معها بأنها أشياء عادية..
أساساً هي أشياء عادية بالنسبة لي..
أتولدت و لقيت أهلي متطلقين -و خير يا طير- لا هو حرام و لا هو عيب..
و بعدين أنا عايشه في هالحال.. أربع و عشرين سنة.. فما يفرق معي؟
مع أني كنت أخاف من نظرة الناس عليّ تكون.. سيئة.. و تحاكمني على كلام خالتي..إلي أكيد رح يكون مبهر و حريف للإثارة و التشويق..لكن العكس إلي صار..
كنت أجلس معهم و مع ندى – وأنا إذا اجتمعت معها صرنا مجانين- ننكت و نضحك..لكن خالتي تجلس في الطرف..ماده بوزها شبرين.. و عاقدة حواجبها..
كأنها شايفة جـــرايـــم تصير قدام عيونها!
تفاجأت بأن كثير يقولون عني و عن ندى "أننا خفيفات دم..لكن خالتك....."
فكنت أرد بأنها "حرمة كبيرة ما تحب التنكيت"..
خالتي هتون و أمثالها يتوقعون بأنه بالسهل يخربون سمعة العالم..و يسرقون احترام الناس لهم..لكنهم ما يعرفون بأن الناس لما يشوفون أفعالك..و يشوفون كلامك يتغير نظرتهم فيك..
و في خالتي و أمثالها..
كيف سيكون الحج معنا؟
هل يا ترى ستتحسن علاقتي بخالتي؟
فهد أو ملك جمال السعودية الذي وقفت بجواره من سيكون له دور في حياتي؟ و ماذا سيكون؟..
.
.
تابعوااا الاحداث القادمه .... لا تذهبو بعيدا